بدعوة من منظمة “أمم الحكمة” و”صوت الحكمة” شارك الأمين العام لاتحاد المغرب العربي أ.د الطيب البكوش، يوم 23 ديسمبر 2020 في الملتقى الافتراضي حول “الحكمة في التعليم”.
وبهذه المناسبة، ألقى الأمين العام محاضرة افتتاحية حول “فرص الإصلاح التربوي بالحكمة”، تطرق خلالها إلى تحديد مفاهيم كل من الإصلاح والتربية وعلاقتهما بالمفهوم الشمولي للحكمة كما استعرض تجربته مع الإصلاح التربوي عند توليه منصب وزير التربية بالجمهورية التونسية.
ففي إطار حديث أ.د. الطيب البكوش عن مفهوم الإصلاح أكد على أنه مسار متواصل للبناء وليس إصلاحا ظرفيا للفساد، مستلهما مما اقترحه خلال مرحلة توليه وزارة التربية بتونس بإحداث هيئة او لجنة دائمة تتمثل مهمتها في التقييم المتواصل وإدخال التعديلات الضرورية في المنظومة التربوية كلما اقتضى الأمر ذلك.
وشدد الأمين العام عند استعراضه لمفهوم التربية على أهمية التعليم والتَّعَلُّم في البناء المعرفي للتلاميذ ليبقى في الأخير الهدف الأساسي من التربية هو تكوين المواطن تكوينا شاملا متكاملا وجعله واعيا بحقوقه وواجباته.
كما تطرق إلى مختلف العناصر التي يجب أن يشملها الإصلاح في المنظومة التربوية أهمها : البرامج، والمناهج، والكتب، والتكوين، بما في ذلك إصلاح الإدارة كمكون أساسي في العملية التربوية بتنمية قدرتها على إدارة الحوار مع باقي مكونات هذه العملية.وهم التلامذة والمدرسين والأولياء والادارة
وخلال استعراض الأمين العام لمظاهر الحكمة في الإصلاح التربوي، أشار إلى أن العملية التربوية تقتضي وضع استراتيجية يتم من خلالها الربط بين مختلف مراحل التربية من الحاضنة إلى أقصى درجات التعليم العالي كأرضية مهمة لأي إصلاح، وتطرق إلى تجربته في هذا المجال من خلال اقتراحه على وزير التعليم العالي في ذلك الوقت، تكوين لجنة مشتركة لتبحث في التكامل بين المستويات التربوية جميعا.
وفي الختام تطرق بشكل موجز إلى مجموعة من المواضيع ذات صلة كلغة التدريس والتعليم العمومي والتعليم الخاص والخصوصي، مشيرا إلى أن الإصلاح التربوي هو موضوع شائك جدا ويثير كثيرا من المشاكل والقضايا، والحكمة تقتضي أن نجابهها بشجاعة وصراحة، وبتشاور معمق وليس بقرارات فردية، وكذلك باستشارات شاملة لأنها قضية تتعلق بمستقبل الأجيال، ومستقبل الأجيال هو مستقبل البلاد ومستقبل الشعب بأكمله.
