أود أولا أن أشكر السيدة فاطمة عبد الملك رئيسة البلدية المستضيفة “نواكشوط”، وهذه الدورة الرابعة تدل وتؤكد أننا دخلنا فترة انتظام اللقاءات للمراكمة الضرورية، ولتجاوز مرحلة التجارب الأولى بعد تقييمها واستخلاص الدروس منها، فلا بد هنا أن يكون ثمة ربط بين مرحلة التجارب الأولى، واستخلاص الدروس، والترابط أيضا بين فترة التصدي وفترات ما بعد الجائحة وقائيا.
ما ألاحظه مع الأسف، هو أن التنسيق المغاربي كان دون المنتظر، فعلى سبيل المثال لم نستطع أن نحقق وننجز لقاء وزراء الصحة المغاربيين. فالبلديات كأنها تقوم بدور تعويضي لتدارك النقص والفراغ، وهذا قد يرجع فيه الفضل لا فقط إلى نشاط البلديات، وإنما أيضا إلى موقعها الوسطي بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني.
فنحن اليوم في مرحلة نحتاج فيها إلى مواصلة العلاج من ناحية، وكذلك الوقاية والاستعداد للمستقبل، وضبط استراتيجية مغاربية للتوقي مما قد يحدث من الجوائح.
وقد رأينا الآن أن الصين التي ظُنّ أنها قد خرجت من الجائحة، قد عادت إلى منطقة الخطر من جديد، إذن يجب أن نتوقع كل شيء في مثل هذه الظروف، وأن نكون حذرين وعلى استعداد لكل المفاجآت.
ولا بد هنا من التنسيق المغاربي، فالدروس التي نستخلصها من هذه المحنة الحالية، هي أننا مازلنا لم نحقق التكامل ولم نحقق التنسيق الكافي مغاربيا، وليس فقط مغاربيا بل يجب أن نوسع ذلك أيضا إلى المستويين الإفريقي والمتوسطي.
إن التعاون بين البلديات، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني، والتعاون بالطبع مع الجهات الرسمية ضروري. وهذا التنسيق الثلاثي في المستوى المغاربي، وفي المستوى القاري، والمستوى المتوسطي أصبح ضرورة متأكدة.
وإن البلديات يمكن أن تقوم بدور المساهمة في دفع السلطات المغاربية إلى مزيد التنسيق والتضامن، وتجاوز أي خلاف ظرفي للوقوف مثلا إلى جانب الشعب الليبي الذي نراه يغرق في أزمة لها مضاعفات خطيرة جدا لا فقط على الشعب الليبي، بل كذلك على كامل المنطقة وعلى إفريقيا.
أختم هذه الكلمة الموجزة، بأننا في حاجة إلى مزيد اليقظة لأن المخاطر مازالت قائمة والتضامن ما زال ضروريا ومطلوبا.
أرجو لهذه الندوة كامل النجاح وإن شاء الله تتواصل وكل مرة نتقدم أكثر.
شكرا لكم