مرحبا وتحية لجميع الحاضرات والحاضرين المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء التشاوري لتبادل الأفكار والآراء والتجارب والخبرات في موضوع دور الإدارة الإيجابية في تدبير الأزمات خصوصا في ظل هذه الظروف التي تعرف انتشار فيروس كوفيد-19 في العالم. وشكرا للألكسو” المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على هذه المبادرة الإيجابية التي جمعتنا اليوم.
إن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي تقوم في هذه الظروف بعدة مبادرات من أهمها:
– إعداد وتوزيع تقرير يومي عن وضع البلدان المغاربية الناتج عن هذه الآفة من إصابات وتعافٍ ووَفَيات. هذه التقارير تهم البلدان المغاربية وكامل المنطقة وتقدم أيضا ما يحصل في العالم، للعلم والمقارنة.
– من ناحية أخرى تسعى الأمانة العامة للتواصل مع وزراء الصحة المغاربيين لتكثيف التنسيق، ونأمل أن يتدعم أكثر مما هو موجود الآن، لكن يوجد تشاور في مستوى رؤساء الدول وفي مستوى بعض الوزارات. ونحن نسعى الى أن يتدعم هذا أكثر فأكثر.
وقد شاركت الأمانة العامة ممثَّلةً في شخص أمينها العام في اجتماع (عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة) لرؤساء البلديات المغاربية حول كيفية التعاطي مع جائحة كوفيد 19، رئيسات ورؤساء بلديات مغاربية من الدول الخمس بلغ عددهم 31 وتم إلى حدّ يوم أمس اللقاء الثاني.
-بالإضافة الى هذا تشارك الأمانة العامة يوميا في إطار الاتحاد الافريقي ومع التجمعات الإقليمية الإفريقية الثماني باحتساب اتحاد المغرب العربي، في لقاءات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في مختلف المجالات مع الهياكل أو مع الإدارات المختصة حيث تشارك إدارات الأمانة العامة السّت يوميا، فيما يهم الأمن الغذائي والتنمية البشرية والاقتصاد والبنية الأساسية، وما يهم قضايا السلم والامن وقضايا النوع الاجتماعي وغيرها..
لقد فتحت أزمة كوفيد-19 أعين العالم على اختلاف طرق الإدارة في مجابهة الأزمات، وأظهرت ضعف كثير من الحكومات أمام فيروس كورونا وتداعياته المفاجئة، إلا أن أداء البلدان المغاربية إجمالا كان مرضيا، إلى حد اعتبار البعض له في الخارج نموذجا يحتذى به.
فقد أبانت الدول المغاربية عن قدرة على تدبير الأزمة فاقت بعض الدول المتقدمة، حيث تم تسجيل عديد نقاط القوة بالنسبة لكل دولة في مواجهة هذا الوباء، سواء أكان ذلك في مستوى صناعة ملايين الأقنعة الصحية وحتى تصديرها، أو أجهزة التنفّس أو الاختبار السريع أو معالجة المصابين، أو تنظيم العزل والاعتزال الصحيين وإنتاج الكلوروكين وغيرها.
وقذ تطلب ذلك تجنُّدَ عديد القطاعات، الاقتصادية والمالية والأمنية والاجتماعية، والتعاون بين القطاعين العام والخاص، ويتمثل ذلك بالخصوص فيما يلي:
1- أمنيّا:
– تعليق الرحلات البرّية والجوية.
– إغلاق الحدود ومنع التنقل بين البلدان ووضع أجهزة كشف بالكاميرات الحرارية بالمنافذ الدولية للمسافرين، وفرض العزل والاعتزال الصحيين ومنع الجولان في أوقات معلومة.
2- اقتصاديا وماليا واجتماعيا
– فتح صناديق تطوعية لمساعدة العائلات المعوزة وتعزيز روح التضامن والتكافل الاجتماعي.
-تجنيد البنوك والبنوك المركزية والمواطنين واتخاذ تدابير مالية واستثنائية مثل تخصيص ميزانيات مفتوحة للغرض.
-تعويض التعليم الحضوري بالتعليم عن بعد.
-تمويل الدراسات والبحوث الخاصة للمساعدة على التصدّي لآفة كوفيد 19.
-إداريا وصحيا
-رقمنة عديد القطاعات الحيوية ولاسيما الصحية.
-إنشاء وحدات طبية في وقت قصير.
-اعتماد الامكانيات المحلية في إنتاج المعدات واللوازم الطبية.
ولابد من التنويه أيضا بدور البلديات ومنظمات المجتمع المدني والتكامل المتزايد بين القطاع العام والخاص.
إن هذه الأزمة ستكون لها مستقبلا رغم الخسائر إيجابيات لا تنكر في كيفية إدارة الأزمات التي تمر بها دول العالم عامة، ودول المغرب العربي خاصة، والتي تختلف طبيعتها من زلازل أو فيضانات أو جفاف…أو أوبئة مختلفة. وستمكن هذه الأزمة دولَنا من تثمين المكتسبات التي حققتها في مواجهة هذه الجائحة والعمل على تطويرها مستقبلا، ولكن ذلك يقتضي تواصل الحذر والتعبئة لما قد يطرأ في كل آن.
شكرا لكم على حسن الاستماع وأرجو لهذه الندوة كامل النجاح والسلام.