وداعا للرئيس الباجي قائد السبسي
تلقيت نبأ وفاة الباجي قائد السبسي ببالغ الاسى وتونس تمر بمرحلة انتقالية دقيقة ، نأمل أن تمر منها بسلام .
عرفت الرئيس الباجي قائد السبسي معرفة مباشرة متواصلة منذ 2011 وتفاعلنا عبر محطات عديدة متنوعة أكتفي في هذا المقام بذكر عناوين البعض منها دون تفصيل :
– خلافته لمحمد الغنوشي وزيرا أولا للحكومة الانتقاليّة الأولى بعد الثورة ، والتي تحملت فيها مسؤولية وزارة التربيّة والمتحدث باسم مجلس الوزراء .
– تسليم مهام الحكومة الي الحكومة الانتقالية الثانية المنبثقة عن المجلس التأسيسي أواخر السنة ذاتها ، وذلك بصفة حضارية مدنيّة سلسة لأول مرة ،وحققت فيها ما التزمت به دون أدنى تردد .
– زيارته لي في منزلي بدايات 2012 ليقنعني بتأسيس حزب جديد وبالمشاركة في تأسيسه وهو الذي سميناه في ما بعد حركة نداء تونس .
– تجندنا لاعتصام الرحيل لحمل حكومة الترويكا على احترام التزاماتها .
– المشاركة الفعالة في الحوار الوطني وتسليم الحكم لحكومة التكنوقراط الانتقالية الثالثة سنة 2014 لتنظيم انتخابات أواخر 2014 فاز فيها نداء تونس بالمرتبة الأولى و فاز فيها الباجي قائد السبسي ، برئاسة الجمهورية الثانية بالاقتراع العام .
– عرض الرئيس عليّ حقيبة وزارة الشؤون الخارجيّة في الحكومة الأولى للجمهورية الثانية .
– اقتراحه علي في بدايات 2016 ، ترشيحي للامانة العامة لاتحاد المغرب العربي .
ويتميز الرئيس الباجي بأنه سياسي محنّك ورجل دولة ديمقراطي مثقف رغم أن الدستور الجديد لا يسمح له بصلاحيات كافيّة ، في حين أن مصلحة تونس تقتضي في هذه المرحلة ، توازنا أكثر بين مختلف السلط ولا سيما صلب السلطة التنفيذيّة .
وقد جمعتنا في هذه المحطات مصلحة تونس في حواراتنا ونقاشاتنا العديدة طوال هذه العشرية دون انقطاع .