السيد الطيب البكوش: التقدم في مجال تكامل واندماج المغرب العربي الكبير سيمكن من خلق مئات مواطن الشغل سنويا لشباب المنطقة

أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، السيد الطيب البكوش، الاثنين بالرباط، أن التقدم في مجال تكامل واندماج المغرب العربي الكبير سيمكن من خلق مئات مناصب الشغل سنويا لفائدة شباب المنطقة.

وقال السيد البكوش، في كلمة ألقاها خلال احتفالية الأمانة العامة بتخليد الذكرى 30 لتأسيس اتحاد المغرب العربي الكبير الذي يصادف 17 فبراير من كل سنة، إن مشروع الاندماج المغاربي، باعتباره خيارا استراتيجيا انتهجه الآباء المؤسسون وترسخت مبادؤه كمشروع اندماج إقليمي طموح، يهدف إلى تحقيق درجات متقدمة من التكامل في مجال القدرات البشرية مع التركيز على ملف الشباب، مبرزا أن “التأخر في هذا التكامل يفقد الدول المغاربية مئات مناصب الشغل، كل سنة، للشباب المغاربي”.

وأكد الأمين العام، خلال هذه الاحتفالية التي عرفت حضور سفراء وممثلي الدول الأعضاء، أن الدول المغاربية عازمة على الاستمرار في “التشبت، بكل عزم وبكل إرادة، لتحقيق حلم الآباء بالوحدة والاندماج”، لبلوغ أهداف إنشاء الاتحاد المتمثلة في تمتين أواصر الأخوة التي تربط الدول الأعضاء، وتحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتها والدفاع عن حقوقها، وكذا العمل على تحقيق حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال فيما بينها. وأبرز السيد البكوش، في هذا الصدد، أن الجهود الميدانية للاتحاد انكبت، وما تزال، من خلال عمل اللجان الوزارية المتخصصة الأربع (الأمن الغذائي، الاقتصاد والمالية، والبنية الأساسية والتنمية البشرية) على تحقيق الأهداف التي نصت عليها معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي الكبير. وأشار، فيما يتعلق بالبنية التحتية، إلى أن جهود الاتحاد مستمرة لمد الطريق السيار المغاربي، مبرزا أن توسيع الدراسات الخاصة بالقطار المغاربي لتشمل موريتانيا وليبيا يفتح الباب واسعا لحرية التنقل في الفضاء المغاربي ويسهل التبادل التجاري بين بلدان المغرب العربي الكبير.

وفي مجال التجارة، أوضح الأمين العام أن الاتحاد ركز، بالخصوص، على مواصلة إعداد البروتوكولات المرفقة بمشروع اتفاقية إقامة منطقة للتبادل الحر بين دول الاتحاد، وتتعلق بالتقييم الجمركي ونظام تسوية النزاعات وقواعد المنشأ، كما نجح في تنسيق جهود الدول المغاربية والحديث بصوت واحد في اتخاذ القرارات المشتركة في شأن حرية التبادل التجاري القاري، مشيرا إلى أن اتحاد المغرب العربي هو أول تجمع إفريقي يعد خطة عمل للنهوض بالتجارة البينية الإفريقية. وأبرز، في مجال الأمن الغذائي، أن الأمانة العامة تعمل على تنفيذ “الرؤية المستقبلية للفلاحة المغاربية في أفق 2030″، التي أعدتها بالتعاون مع منظمة “الفاو” والتي تهدف، بالخصوص، إلى تحقيق الأمن الغذائي بكيفية مستدامة، مضيفا أن تنفيذ هذه الرؤية يتم عبر خطة عمل عشرية أولى 2011-2020، تتبع بخطة عمل ثانية 2020-2030. وفي مجال التعاون الأمني، ذكر السيد البكوش أن دول الاتحاد، ووعيا منها بالمخاطر الأمنية الإقليمية وانعكاساتها على المنطقة المغاربية، عملت على إنشاء فرق عمل مغاربية في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية والحماية المدنية ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، التي شكلت سبيلا لبناء الاستراتيجية الأمنية المغاربية. وسجل الأمين العام للاتحاد أن الأنشطة والإنجازات التي قام بها الاتحاد خلال العقود الثلاث الماضية انصبت في اتجاه استكمال بناء الصرح المغاربي وتثبيت قواعده وتنشيط هياكله ومؤسساته وتحقيق أهدافه، مشيرا إلى أن الأمل “ما زال معقودا على الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء والأمانة العامة للاتحاد من أجل عقد القمة السابعة لمجلس الرئاسة”، لإعادة الإحياء والدفع إلى الأمام حتى يحتل الاتحاد المكانة اللائقة به قاريا ودوليا.

وشكلت هذه المناسبة فرصة لقراءة بيان حول إحياء الذكرى 30 لقيام اتحاد المغرب العربي، الذي أحيته الدول المغاربية، يوم أمس الأحد، الذي استعرض العمل المغاربي المشترك وسلط الضوء على أهم الإنجازات والمكتسبات، كما أبرز الصعوبات التي تعترض مسيرة الاتحاد، بغية تعزيز الإيجابيات والنجاحات وتصحيح الأخطاء والإخفاقات.

يشار إلى أن اتحاد المغرب العربي هو اتحاد إقليمي تأسس بتاريخ 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش بالمغرب، ويتألف من خمس دول هي المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا وموريتانيا، وذلك من خلال التوقيع على ما سمي بمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي.

ومع 19/02/18