نظمت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي بالشراكة مع منظمة الفاو، اليوم الإثنين 22 مارس 2021، ندوة رفيعة المستوى لإطلاق الحوار المغاربي حول “تثمين إمكانات المياه غير التقليدية للتنمية الزراعية في بلدان المغرب العربي”، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه، الذي يصادف 22 مارس من كل سنة، شارك فيه وزراء من المغرب العربي والمنسق الإقليمي لمنظمة الفاو بتونس وممثلون عن منظمة الفاو بالإضافة إلى الخبراء المعنيين بمجال المياه بدول اتحاد المغرب العربي، و نقاط الاتصال المغاربية للمشروع شبه الإقليمي حول “تطوير إمكانات مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه الصرف من أجل التنمية الزراعية”.
كلمة معالي السيد الطيب البكوش:
افتتح الندوة معالي السيد الطيب البكوش، أمين عام اتحاد المغرب العربي، بكلمة أعرب فيها عن شكره للسادة الوزراء على تلبيتهم الدعوة، ولمنظمة الفاو على دعمها لمساعي الأمانة العامة لتحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد الطبيعية وخاصة الموارد المائية، وبمناسبة انعقاد هذه الندوة تقدم الأمين العام بالتهاني الخالصة إلى الحكومة الليبية الجديدة، على الثقة التي حظيت بها من طرف مجلس النواب الليبي برئاسة السيد عبد الحميد دبيبة، في خطوة أولى نحو إنهاء انقسام المؤسسات في البلاد، راجيا النجاح والتوفيق لجميع أعضائها.
بعد ذلك أكد معالي السيد الأمين العام على أن المحافظة على الموارد المائية تعتبر من أهم التحديات التي تواجهها المنطقة المغاربية، لذلك أولى اتحاد المغرب العربي منذ انطلاقه، أهمية خاصة لهذه المسألة وتجلى ذلك في إقرار مجلس رئاسة الاتحاد بنواكشوط سنة 1992، “الميثاق المغاربي لحماية البيئة والتنمية المستدامة”، كإطار مرجعي لسياسة بيئية شاملة، كما أنشأَ هياكلَ إداريةً مخصصةً لهذا الغرض كاللجنة الوزارية المتخصصة المكلفة بالأمن الغذائي، والمجلس الوزاري المغاربي للمياه والري ، والمجلس المغاربي المكلف بالبيئة والتنمية المستدامة من اجل تحديد السياسات والاستراتيجيات الكفيلة بضمان إدارة قارٌة ومنَسٌقَة للموارد المائية.
كما أشار معالي السيد الأمين العام إلى الأهمية التي أولاها اتحاد المغرب العربي للنهوض باستعمال المياه غير التقليدية، وذلك من خلال شراكته مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، المتمثلة خصوصا في تنفيذ المشروع المغاربي حول “تطوير إمكانات مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه الصرف من أجل التنمية الزراعية”.
كلمة السيد فيليب أونكريس:
ثم تناول الكلمة السيد فيليب أونكريس، المنسق الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بدول شمال إفريقيا بتونس، رحب فيها بالمشاركين وأعرب فيها عن شكره للأمانة العامة على جهودها من أجل دعم التعاون بين المنظمتين، مؤكدا على أهمية الموارد المائية غير التقليدية بالمنطقة المغاربية. وداعيا إلى العمل سويا لإيجاد الحلول الكفيلة لدعم استعمال الموارد المائية غير التقليدية، مبرزا الأنشطة التي تم إنجازها في هذا المجال كالمبادرة الإقليمية حول ندرة المياه التي تم إطلاقها في عام 2013. والمشروع قيد الإنجاز المتعلق ب: “إطلاق إمكانات مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه الصرف من أجل التنمية الزراعية في بلدان المغرب العربي” وهذه الندوة رفيعة المستوى وكذا الحوار المغاربي الذي افضى الى اقتراح المبادرة المغاربية بشأن المياه غير التقليدية (IMENCO).
كما أكد السيد فيليب أونكريس عن استعداد منظمته لدعم ومعاضدة جهود دول الاتحاد من أجل تعبئة الموارد الضرورية لتنفيذ التوصيات الصادرة عن هذه الندوة.
مداخلات السادة الوزراء وممثلي الوزارات المغاربية:
وقد كان هذا اللقاء مناسبة ألقى خلالها السادة الوزراء وممثلو الوزارات المغاربية المعنية بالموارد المائية، مداخلات، أكدوا خلالها على التوجهات السياسية في مجال تثمين إمكانات المياه غير التقليدية في الزراعة ببلدانهم، كما أكدوا على العمل على التكيٌف الأفضل مع إشكالية ندرة الماء، والبحث عن مصادر بديلة لضمان الأمن المائي بمنطقة المغرب العربي.
إطلاق المبادرة المغاربية لتثمين الموارد المائية غير التقليدية وإصدار بيان وزاري:
وقد أسفر هذا اللقاء عن إطلاق المبادرة المغاربية لتثمين الموارد المائية غير التقليدية وإصدار بيان وزاري في الخصوص، تلاه معالي السيد طارق عبد السلام بوحليقة، وزير الموارد المائية بليبيا، بصفته ممثل دولة الرئاسة لاتحاد المغرب العربي، وقد أكد معاليه في كلمة له على استعداد بلاده لدعم التعاون في مجال مبادرات الموارد المائية بدول الاتحاد وكذلك المبادرة المغاربية المذكورة.
كما أكد البيان الوزاري المغاربي على ضرورة وضع وتنسيق الخطط والاستراتيجيات والتشريعات المغاربية في هذا المجال، وإنشاء لجنة فنية دائمة تابعة لاتحاد المغرب العربي مختصّة في مجال المياه غير التقليدية، مبرزا أهمية التنسيق مع كافة دول الاتحاد، وداعيا إلى إنشاء قطب امتياز مغاربي للمياه غير التقليدية يعنى بتطوير وربط المواقع النموذجية الرائدة عبر دولنا المغاربية، والعمل أيضا على إنشاء منصة تعاونية مغاربية كآلية عمل لقطب الامتياز من أجل الاستفادة من خبرات العقود الماضية وتبادل الممارسات الجيدة وتبادل المعرفة ونتائج البحوث المتوصل إليها في هذا المجال.
