معالي الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، (#الإيسيسكو)
السيدات والسادة المشاركات والمشاركين في هذا المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء في المنظمة.
إن عقد مثل هذا المؤتمر ليهدف إلى تعزيز العمل الثقافي في البلاد الإسلامية لدعم قدرات دولها على مواجهة التحديات الراهنة ولتلافي الأضرار التي لحقت بقطاع الثقافة في العديد منها وهو ما يعكسه برنامج المؤتمر وملامح المتدخلين مما يرفع سقف الآمال المعلقة عليه في المستويين الوطني والإقليمي.
ونحن في الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي نثمن المبادرة التي أطلقتها المنظمة بهذه المناسبة بعنوان “بيت الإيسيسكو الرقمي” باعتبارها منصة رقمية معرفية في مجالات الاختصاص، سعيا إلى الاسهام في ضمان استدامة الحق في هذه المعارف عن بعد خلال فترات الانعزال.
وانطلاقا من الدور المحوري الذي تضطلع به الثقافة المجتمعية في التصدي للأوبئة والكوارث، فإن الثقافة كانت وستبقى شرطا محددا أساسيا في قدرة أي شعب على التصدي للأزمات والأوبئة.
ولا بأس هنا من التذكير أن النتائج المحرزة حتى الآن في مواجهة هذا الوباء، رغم محدوديتها، إنما تحققت بفضل منظومة ثقافية صاغتها عديد الدول بجميع مكوناتها وتجسدت عبر سلوك وتصرفات محددة.
وإننا نأمل أن يشكل هذا المؤتمر نواة لتحالف جديد لمجابهة الوباء المستفحل، تشترك فيه وطنيا وإقليميا ودوليا جميع المؤسسات الرسمية والمنظمات كل في مجاله.
وفي إطار البحث عن الحلول الناجعة المستدامة من المهم الاستفادة من التجارب الناجحة والتطبيقات التي أثبتت جدواها عبر العالم. من خلال قيام منظمة الإيسيسكو بالتعاون مع الشركاء الدوليين بالسعي للتواصل مع الدول التي نجحت في التصدي للوباء عبر منظومتها الثقافية لتوثيق تجربتها ودراستها والقيام بتعميمها وتبادلها، لا حقا، مع الدول الأخرى بغاية الاستفادة.
وقد يكون من المفيد، كذلك، التأكيد على جملة من التوصيات والمقترحات لإعادة الاعتبار إلى الثقافة العامة وإلى قطاع الثقافة من قبل الجميع وخصوصا أصحاب القرار منها:
– دور الثقافة العامة في مكافحة الأوبئة والكوارث
– تعزيز ثقافة التعاون واتآزر والتضامن الاجتماعي
– رفع قدرات وإمكانيات المجتمعات وتقوية مناعتها عبر مواجهة الطوارئ.
– التنسيق بين كافة الأطراف المتدخلة والجهات المعنية سبيلا لوضع آليات وخطط وبرامج استشرافية تساهم في تدارك الخسائر والأضرار التي لحقت بجميع القطاعات وقطاع الثقافة على وجه الخصوص.
في الختام نعرب عن استعداد الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي الكامل للعمل إلى جانب منظمة الإيسيسكو وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الثقافي والمشاركة في كافة الجهود الساعية إلى النهوض بقطاع الثقافة باعتباره قطاعا يجب عليه أن يتصدر الصفوف وأن يكون في طليعة القطاعات المعنية بمكافحة الأوبئة والكوارث والأزمات.
والسلام.